عندما تُفتتح كليات لتؤهل طالباتها للعمل في التدريس، وتنتظر هذه الخريجة ما يقارب عشرين عاماً بعد تخرجها ولا تجد وظيفة، فمَنْ المسؤول عن هذا؟!!
الكليات المتوسطة التي كانت تابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، وانضمت بعد ذلك لوزارة التربية، خرَّجت آلاف الخريجات التربويات المتخصصات في تدريس المرحلة الابتدائية، وحصلت بعض خريجات الدفعتين الأولى والثانية على وظائف، أما البقية فقد قاربت فترة بطالتهن مدة التقاعد المبكر "?? سنة"، أيعقل هذا؟!!
وقد عانت هؤلاء الخريجات الأمرين خلال هذه الفترة الطويلة من الوقوف الطويل في طابور البطالة الطويل، بل إنهن تجرعن كأس المرارة بكل مقاساته، وجربن جميع أصنافه، ورأين من ألوان العذاب والقهر ما لم يره غيرهن، وزاد طين مستقبلهن بلة بتجاهلهن واستبعادهن من الوظائف التربوية قبل أشهر عدة، وضياع دم تخصصهن هدراً بين وزارتي التربية والخدمة المدنية؛ فكل وزارة تقذفهن على الأخرى، وكأنهن كرة تنس بين محترفَيْن شديدَيْن..!!!
وزادت مأساتهن مأساة بأنهن لا يُقبلن في وظائف أخرى بحجة أنهن تربويات..!!!
ولم يقبلهن حافز لتجاوزهن سن الخامسة والثلاثين..!!!
ولم يُصرف لهن الضمان الاجتماعي لعدم توافر الشروط في أوضاعهن..!!!
والسؤال هنا:
- إلى أين يذهبن؟!!
- وماذا يفعلن؟!!
- ومن المسؤول عن هذه المعاناة بل المأساة؟!!
- هل هي وزارة التربية أم الخدمة المدنية؟!!
- إلى متى ستستمر معاناتهن؟!!
ومضة..
لم تقبلها وظيفة..!!
ولم يُصرف لها حافز..!!
ولم يُصرف لها ضمان اجتماعي..!!
في وطنها.. في بلدها.. بلد الخير والعطاء..
الذي طافت خيراته الكرة الأرضية، ووصلت لكل بلد..!!!!! هل يُعقل ذلك؟!!
ماذا تفعل..؟!!
وما مصيرها..؟!!
ألا نخاف الله ونتقيه في إمائه..؟!!
اتقوا الله في إماء الله.
ساير عوض المنيعي
http://sabq.org/TX0aCd