ما زالت المعركة التي بدأتها أمانة الرياض قائمة في إسقاط إرهاب المطاعم الذي كان مخفياً منذ عقود عدة، عدا ما يظهر منه على استحياء في بعض الحملات التي كانت تتم سابقاً من حين لآخر لمواجهته.

وقد حذرنا – كمتخصصين في مجال تعزيز الصحة والصحة العامة – من أن ما يظهر من مخالفات لم تكن سوى رأس جبل الجليد الذي يخفي أضعافاً مضاعفة مما يظهر!!.

لقد أظهرت الحملات التصحيحية لأمانة الرياض على المطاعم حجم الخلل الفادح الذي يهدد صحة المجتمع من قبلها، ومدى هشاشة اختراق الأمن الصحي. ولا أبالغ إذا قلت إنها كشفت لنا أن مطاعمنا كانت تمارس إرهاباً منظماً تجاه صحتنا منذ عقود وتهديداً للأمن الصحي.

والسؤال الذي يرمي بنفسه بكل ثقله ووزنه!!، ما الذي يحدث في المدن والقرى الأخرى؟!، خاصة إذا علمنا أن صحة البيئة بالرياض لها جهود مكثفة سابقة في التصدي لهذا العبث مقارنة بغيرها من الأمانات.

ولعل الصدمة كانت قاسية على الكثير خصوصاً من إرهاب مطاعم الخمسة نجوم الفارهة ظاهرياً والفاسدة باطنياً، ولست هنا بصدد تذكيركم بمعركة ذات الأطنان للحوم الفاسدة التي طالت سابقاً أحد أشهر المطاعم العالمية.

مساكين أنتم أيها المستهلكون السعوديون.. لكم الله.. كم تحملتم هذا الإرهاب ولا زلتم، في ملحمة يسطرها التاريخ بكل عُجْبٍ بهذا الصمود والتفاني!!

المحزن في الأمر أن المستهلك السعودي – طيب القلب والسريرة – لا يعي الدرس جيداً، ولا يزال متبلداً تجاه حقوقه وواجباته، وعوضاً عن مقاطعة تلك المطاعم، فسرعان ما سينسى، ونجده يعود ليستمتع بإرهاب تلك المطاعم، وربما يتلذذ بها، كما شاهدناه بعد معركة ذات الأطنان!!.

متى لمارد المستهلك السعودي أن يصحو من غفوته بعد مشاهدته لهذا الإرهاب المتعمد والمنظم للعبث بصحته؟ متى نجده يؤدي دوره بكل فعالية وجدية في الإبلاغ عن كل شاردة وواردة للمخالفات؟


وقفة بمقدار 359?

أمام هذا العبث المقنن والمزمن في المطاعم، وما رأيناه من عبث واستهتار بصحة المجتمع هو أقرب للفعل الإجرامي، ألا يجب أن يكون ذلك دافعاً لمراجعة العقوبات والغرامات وتغليظها؟ إضافة إلى السجن للمخالفين بما في ذلك صاحب المنشأة؟.

ثم هل انتهيت؟.. لا أبداً أيها المستهلك السعودي الخجول، فأمامك إرهاب من نوع خاص، وجزء مخفي منه لم يظهر بعد، متغلغل في مصانع الأغذية، تخفيه عنا هيئة الغذاء والدواء، فمتى تصحو الهيئة لتكشف لنا أسفل جبل الجليد القابع في بطون تلك المصانع؟!!

ولو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً على حالكم.. وستذكرون ما أقول لكم!!




http://sabq.org/dk1aCd