لا نختلف على انتشار السمنة في مجتمعنا بنسب مخيفة، تعدت كبار السن؛ ليصاب بها حتى الأطفال! وهناك مؤشرات غريبة وخطيرة في الوقت نفسه، تؤكد وجود مرض السكري "النوع الثاني" لدى الأطفال، الذي كان يصيب فقط كبار السن؛ نتيجة زيادة تراكم الشحوم حول منطقة الخصر.

الحديث عن السمنة شيق لدى الكثير، ومبيعات كل ما يتعلق بها من أدوية وطب شعبي وأجهزة كهربائية، وكذلك ملابس، مضمونة الربح، وقد يصل الأمر لأصنفها أكثر المجالات متاحة لممارسة الغش والتدليس من قِبل معدومي الضمير استغلالاً لضَعف الوعي الصحي لدى الناس، وانعدام أو تخلخل نظام الحماية الرسمية الكفيلة بحماية الأفراد والحفاظ على صحتهم.

تقول منظمة القلب الأمريكية: "هناك وظائف تقتل أصحابها"؛ إذ تتيح لهم فرصاً أكثر لتناول وجبات غير صحية. ومنها تأملت دراسات سابقة، اطلعت عليها بحكم التخصص، أهمها انتشار السمنة وارتفاع الوزن لدى العاملين في القطاع التعليمي كالمدرسين من كلا الجنسين، وكذلك منسوبو القطاع العسكري. ومن هنا نسلط الضوء على أمراض عديدة مرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن، وهي عديدة ومعروفة لدى الغالبية، أهمها السكري والضغط وأمراض القلب، وما يترتب عليها من أمراض أخرى.

إذاً، فعلاً هناك وظائف تقتل أصحابها، وأرى أن الواقع الاجتماعي والسلوك الفردي الذي يشترك به غالبية المصابين بارتفاع الوزن والسمنة هو السبب المباشر في هذه الإشكالية في الغالب، ولا بد أن نشير إلى أن أسباب السمنة عديدة، وهي الأهم في علاجها، خاصة مع التطور الطبي الحديث الذي يؤكد وجود عوامل عديدة قد تجعل الشخص مهيأ أكثر للإصابة بزيادة الوزن "السمنة"؛ فحاول أن تضع يدك على محيط منطقة البطن، ولاحظ هل هناك كتلة من الشحوم يمكن مسكها باليد؟ هنا قف مع نفسك لحظات وفكر جدياً في تغيير سلوكك اليومي ونظام ووقت تناولك للطعام، قلل من طعامك وأكثر من الأغذية الصحية وزد نشاطك، حتى خلال وقت عملك.

والحديث طويل ومتشعب، تشترك فيه عوامل عديدة وجهات مختلفة، ولكن احذر أن تجعل وظيفتك تقتلك.




http://sabq.org/Zh1aCd