أن يعيش الإنسان سنوات من المثابرة الجادة والعزم الأكيد لأجل مستقبل أفضل، يحتضن أحلامه، ويرسمها واقعاً جميلاً، ثم يتيقن بعد ذلك أنه تحت "الإقامة الجبرية" لبطالة طويلة الأمد، فتلك هي المعاناة التي يمثل حال خريجات دبلوم الكليات المتوسطة جزءاً منها!

هذه الكليات أُنشئت لتؤهلهن للعمل في التدريس، وخصوصاً في المناطق النائية، وفي القرى التي لا يوجد بها جامعات ولا كليات لسد العجز الموجود؛ فالتحق كثير منهن بها على الرغم من بُعد المسافة وصعوبة التنقل.

وفي الوقت الذي حلمن فيه بأن يرين نتيجة هذه الجهود المضنية مكللة بنيل ما سعين من أجله على مدار عشرين عاماً من الانتظار.. لا زلن يكافأن بالإهمال والإجحاف والإقصاء من الأماكن التي لهن الحق بالالتحاق فيها.

وعوضاً عن ذلك يتم تعيين أخوات لهن من خارج المنطقة؛ لتكون معاناة جديدة برمي المعينات الجدد في قرى بعيدة عن أماكن إقاماتهن! والحكم على خريجات الكليات المتوسطة بـالتقاعد المبكر بعدد 9000 خريجة تقريباً.

ويستمر مسلسل إبعادهن من الوظائف التربوية دون الالتفات لمطالبات الجهات العليا وبعض توصيات مجلس الشورى بضرورة تعيينهن؛ ليصبحن ضحية بين وزارات ثلاث، تقذفهن كل واحدة على الأخرى، ولا يُقبلن في وظائف أخرى بحجة أنهن تربويات..!!! وسبق حرمانهن من الحافز لتجاوزهن السن المحددة..!!!

وإذا كان الهدف من إنشاء هذه الكليات الزيادة في معاناة الخريجات المؤهلات، بحجز مقاعدهن في البطالة المبكرة؛ لتدوم بعد ذلك سنوات طويلة، وضياع ثمار جهودهن وتساقط أوراق شبابهن، فلماذا يتم إنشاؤها أصلاً؟!!
أليست هذه من قضايا المعاناة "الحقيقية" التي تستحق التناول يا عضوات مجلس الشورى؟!!



http://sabq.org/Xf1aCd