عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 11-29-2012, 10:50 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مراقب عام

إحصائية العضو






راعي الكيف is on a distinguished road

 

راعي الكيف غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي "مفحِّطون".. في مدارسنا..!!

من الواجب على من حمل القلم أن يقول للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت؛ فالقلم أمانة، والحقيقة واضحة بيِّنة، والحق أبلج لا يخفيه زيف الباطل، والشمس لا تغطَّى بغربال، والنوايا الحسنة لا تبرِّر الخطأ، وحسن السيرة والسلوك لا يعني العصمة، والجهود لا تنسفها الأخطاء البسيطة، والحق أحق أن يُتَّبع.
قرأتُ ما نُشر في صحيفة "سبق" حول استدعاء المرور "مفحط" مدرسة القدس، وشاهدت "الفيديو" المصاحب للخبر، وقرأت التعليقات التي سطرها القراء؛ فعلمت من الخبر المنشور أن ثانوية "القدس" وجَّهت الدعوة لمن قُدِّم على أنه "بطل" لـ"الدريفت"..!! وأن هذه رياضة عالمية، ولها حلبة عندنا في الرياض..!! ولها أبطال..!!
وهنا أقول: جميل أن نتلمس حاجات أبنائنا الطلاب، وأن نقدم لهم التوعية اللازمة التي تساعدهم على السير في طريق الخير والصلاح، وجميل أن نقدم لهم المحاضرات والندوات، ولكن الأجمل أن نختار لهم ما ينفعهم، ويقوِّم ما اعوج من سلوكهم، ويعزز السلوك الحسن لديهم، وأن ندقق الاختيار فيمن نسمح له بإلقاء المحاضرات على أبنائنا.
وجميل أن نختار من المحاضرات ما يحتاج إليه شبابنا، وما يشدهم، ويلفت انتباههم، ويسترعي اهتمامهم، وما يواكب الأحداث اليومية التي يعيشونها، وما يتماشى مع عصرهم، ولكن الأجمل أن نعرف كيف نقدمه؟ ومتى نقدمه؟
لا نشك في نوايا الإخوان المسؤولين في ثانوية "القدس"؛ فهم تربويون، ولهم باع طويل في العمل التربوي، ولهم من حسن السيرة والسلوك، وحسن التعامل، والحس التربوي، والحرص على مصلحة أبنائهم الطلاب ما يشهد به الأغلبية ممن تعامل معهم، أو عمل معهم.
ولا نشكك في أهدافهم التربوية من وراء إقامة الندوات والمحاضرات؛ فهم – بلا شك - حريصون كل الحرص على كل ما ينفع الطالب، وكل ما من شأنه المساهمة في تربيته، وتقويم سلوكه، والرقي بفكره، ورفع مستوى الوعي والإدراك لديه.
ولا نشك أن هدفهم من إقامة هذه المحاضرة كان سامياً، وقصدهم كان نبيلاً؛ فهم أرادوا أن يوصلوا رسالة للشباب، مفادها أن لكل فعل يفعله الناس، وكل نشاط يعملونه، زمانه المناسب، ومكانه المناسب، ولكل هواية مكانها المخصص الذي تمارَس فيه.
ولكن كل ذلك لا يمنعنا من القول إن الإخوان قد اجتهدوا، وليس كل مجتهد مصيباً، وتقديرنا لهم ولرسالتهم التربوية لا يمنعنا من قول إن ما حدث خطأ لا يبرره حسن النوايا؛ فأن تستضيف "مفحطاً" يقدم نفسه على أنه "بطل" السعودية..!! ليلقي محاضرة للطلاب عن أضرار "التفحيط" ومساوئه تناقض عجيب، ومفارقة أعجب..!!
كيف يقول لهم إن "التفحيط" سيئ وخطره جسيم وهو يمارسه، بل يعتبر نفسه بطلاً؟!!!
كيف ينهاهم عن خلق ويأتي مثله..!! بل يعتبر نفسه بطلاً فيه؟!
ماذا لدى هذا "المفحط" من فكر ورأي كي يقدمه لأبنائنا؟!!
أم نسيتم أن "فاقد الشيء لا يعطيه"..!!!
وهل لإنسان جعل من "التفحيط" بطولة من الأسلوب ما يجعله قادراً على إلقاء المحاضرات والندوات؟!!
وهل يعرف لمثل هذه المحاضرات والندوات قيمة؟!!
ألا يوجد غيره من فئات المجتمع من يستطيع أن يثقف أبناءنا ويبصرهم بمخاطر "التفحيط"؟!! أين ذهب المفكرون والعلماء والمثقفون والتربيون؟!!
وإن قلتم إن "من رأى ليس كمن سمع" وإن "أهل مكة أدرى بشعابها" وإن "التجربة خير برهان" وإننا أردنا أن من يحاضر على الطلاب من جرب "الحلبات" وترك "الشوارع" نقول لكم: لا يزال "مفحطاً"..!! بل يقدم نفسه بوصفه "بطلاً"..!! فمتى صار "التفحيط" بطولة؟!! ولا نعلم هل ترك "تفحيط" الشوارع فعلاً أم لا؟!! ولو كان المحاضر "مفحطاً" تائباً، وجاء ليبيّن للطلاب مدى فداحة هذا السلوك المشين، ومدى أسفه وندمه على ممارسته له، وأنه أعلن توبته لله – عز وجل - عن هذا الفعل، لكانت المحاضرة آتت أكلها، ولكانت "ضربة معلم"، ولكفيتمونا كيد المتربصين..!!
وحتى إن كانت المحاضرة من باب "خذ الحكمة من أفواه..." فنقول ذلك ليس دائماً.
وأكبر دليل على فداحة الخطأ الذي وقعت فيه المدرسة ختام هذه المحاضرة بتلك المهزلة التي قدمها هذا "المفحط"، والسماح له "بالتفحيط" في منشأة تربوية مهما كانت المبررات.. فلا مثيل لها إلا "كمن أحدث قبل التسليمتَيْن".
وقبل الختام.. أقول لبعض أصحاب التعليقات على الخبر: ليس من الإنصاف نسف كل جهود الإخوة التربويين، ونسيان أفضالهم وجليل أعمالهم بخطأ كان نتيجة اجتهاد.. فليس كل مجتهد مصيباً..
وهل ذكرتم خطأ التربويين ونسيتم أو تناسيتم من "شرعن" هذا السلوك، وفتح له "حلبة"، وجعله "بطولة"..؟!! وصنف ممارسوه بوصفهم "أبطالاً"..؟!!
وأختم بسؤال لمرور الرياض: أين أنتم ممن آذوا المسلمين في الشوارع، وتسببوا في قطف زهرة أعمار بعض شبابنا؟!!



http://sabq.org/PY0aCd







رد مع اقتباس