عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 11-10-2012, 08:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مراقب عام

إحصائية العضو






راعي الكيف is on a distinguished road

 

راعي الكيف غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي الرياضة والأخلاق في بطولة آسيا

"أهم شيء الأخلاق".. عبارة تتردد عند تبرير قصور معين، فيقولها الشاب عندما تظهر زوجته على حقيقتها بجمال متواضع، لكنها هادئة ومطيعة، فيقول "أهم شيء الأخلاق".. وتُقال كذلك عند "تمشية الحال" في أمر من أمور الدنيا، دون أن يحصل الإنسان على ما يريده، وهي عبارة أقرب إلى التعليق والتندر، لكنها في مباراة الأهلي والاتحاد ظهرت بشكل واضح بعد أن شاهد الملايين في آسيا، وربما في قارات أخرى، الفضيحة الأخلاقية المؤسفة التي حدثت بعد مباراة الاتحاد والأهلي ضمن الدور نصف النهائي، التي تفوق فيها الأهلي في مباراة الإياب بمستوى ونتيجة متميزة.. فما إن انتهت المباراة إلا واختلط الحابل بالنابل، وشاهدنا الرفس والاعتداءات والضرب، وحاول الحكم التفريق بين الذين أساؤوا للوطن، وسقطت "الشمغ"، والتحمت الجموع في مظهر محزن، أصاب كل مواطن بالألم والضيق والحسرة.

وتباينت التعليقات والتحليلات حول المتسبب في هذه الأحداث، ووُفِّق المخرج في نقل الحقيقة قدر الإمكان، ولم يعد ممكناً في مباراة دولية نقل الكاميرا للجمهور أو وضع صورة ورد على الشاشة لتغطية الأحداث. وقد استمعت لتعليقات عدة، كان أفضلها للأستاذ أحمد عيد، الرئيس المؤقت لاتحاد كرة القدم، الذي شجب بقوة هذه الأحداث، وعبَّر عن مشاعر كل مواطن مخلص تجاه إساءة قلة من اللاعبين والإداريين لسمعة وطن، هو وطن الحوار والدين والأخلاق والحرمين الشريفين؛ ولا يجب أن يكون بعض لاعبيه بهذا المنظر غير المقبول دينياً وأخلاقياً. لكني أختلف مع الأستاذ أحمد في أن يرمي الكرة في مرمى الاتحاد الآسيوي، بينما الأحداث جرحت كل مواطن سعودي مخلص، وآلمته كثيراً؛ وبالتالي فليس الأمر خاصاً باتحاد آسيا وهؤلاء يمثلون السعودية، وليسوا حتى من اللاعبين الأجانب. كان المفترض أن يحقق اتحاد كرة القدم في الأحداث بمنأى عن تحقيقات الاتحاد الآسيوي، ويبادر بعقوبات شديدة بحق المتسببين في الأحداث، وأقلها الشطب من ممارسة الكرة؛ حتى يكونوا عِبْرة، وحتى يعرف الناشئة خطورة مثل هذا السلوك، وحتى أيضاً يدرك المشاهد سعودياً أو غيره أن هذا السلوك السيئ لا يمثلنا، ونتبرأ منه بشدة. كما ينبغي على اتحاد الكرة ألا يقلل من قيمة ما حدث، أو يقارننا بآخرين؛ لأن المنظر كان سيئاً، ولا يليق بأي مواطن ينتمي لهذه الأرض الطاهرة المباركة. كما ينبغي على الاتحاد الحزم في معالجة هذه الظواهر، ودراستها، ومن ذلك تحديد مستوى تعليمي معين، هو اجتياز المرحلة المتوسطة، وجعله شرطاً للتسجيل في الأندية الرياضية وممارسة كرة القدم، وهو المستوى النظامي في التعليم الإجباري،الذي ينبغي أن يحصل عليه الفرد في معظم دول العالم.

وهنا أيضاً أشيد بحزم لجنة الانضباط، التي وُفِّقت مؤخراً في العديد من قراراتها، وأدعوها إلى أن تواصل جهدها لضبط الأخلاق في ملاعبنا. كما آمل أيضاً أن تكون هناك ميزة للنجوم ذوي الأخلاق الحسنة بمنحهم جوائز وتقدير مادية ومعنوية؛ حتى تسود جماليات اللعب النظيف، وتتعزز ثقافة التواضع عند النصر، والابتسامة عند الهزيمة.

وأخيراً، أرجو ألا يتكرر هذا المنظر رغم أنني أشاهد الشد والشراسة في اللعب في مباريات الناشئين؛ ما يتطلب تعاوناً وتكاملاً بين التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والثقافة والإعلام والتعليم العالي والشؤون الإسلامية، وغيرها؛ لبث ثقافة حُسْن التعامل والسكينة والمحبة والتآلف والمودة بين شباب المجتمع، وهي ثقافة وطننا التي عرفناها، ونريدها أن تسود في مسابقاتنا الرياضية المختلفة.





http://sabq.org/nX0aCd







رد مع اقتباس