مَنْ سبب الابتزاز.. الشاب أم الفتاة؟

سؤال يطرح نفسه عندما يتم القبض على شاب وفتاة من قِبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما يسمى بالخلوة غير الشرعية، التي تنتهي أحداثها إلى الستر على البنت أو المرأة بشكل عام، بينما يتم فضح المختلي أياً كان سِنُّه، وقد تكون المرأة هي التي نسجت الخيوط حول فريستها حتى تمكنت من اصطيادها، فلما رأت أنها لا تتناسب معها تخلت عنها بأسلوب ماكر؛ حيث تقوم بإبلاغ الهيئة بأن هناك شخصاً يحاول أن يبتزها بما أهدته له بطوعها واختيارها من صور وغيرها.. والقرآن الكريم يقول (إن كيدهن عظيم).

إن كثيراً من الأحداث التي تتدخل فيها الهيئة بشكوى من الفتيات لا يتم فيها الاستماع إلى الجانب الآخر، بل الأدهى والأمرّ أن الهيئة تكون طرفاً ثالثاً للإيقاع بالمعاكِس، فتخطط للمرأة أو البنت للإيقاع به متلبساً، وقد يكون ذلك الشاب هدفه شريفاً لأنه يبحث عن شريكة لحياته. أنا لا أنفي وجود أشخاص خارجين عن الأخلاق، وأهدافهم غير شريفة، لكن مجرد الإيقاع بأشخاص وتلويث سمعتهم؛ لأن المرأة مصدَّقة، يتنافى مع الشريعة التي كفلت لكل صاحب حق حقه.

نحن لا ننكر الجهود التي يقوم بها رجال الهيئة - وفقهم الله لكل خير - في السعي إلى القضاء على المظاهر السلبية في المجتمع، ونشد على أيديهم في ذلك، لكن العدل في مثل هذه القضايا بين الجنسين يجعلنا نرفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً.

أعترف بأن هناك من لا يؤيد ما ذكرتُ، ولكن لو تتبعنا كثيراً من القضايا التي يتم فيها التحقيق مع بعض الشباب لوجدناهم يشتكون من أنهم وقعوا ضحية الهاتف، أو أي وسيلة اتصال من فتاة تملك الحرية الكاملة دون أي رقابة من أهلها، وليس أدل على ذلك من المَشَاهد المخجلة التي تظهر بعض النساء بها في الأسواق؛ فاللباس غير محتشم، والماكياج الذي يُظهر المفاتن يقمن به في محال الكوافير الخاصة بالتسوق، وهو ما يسمى "ماكياج السوق"، في حين أننا نطالب الشباب بأن يُغمضوا أعينهم عن مشاهدة تلك المظاهر الدخيلة على مجتمعنا!

إن القضاء على هذه المشكلة يكمن في المراقبة الحقيقية لأبنائنا وبناتنا، فمتى وجدوا الرقابة الشديدة والمحاسبة على أخطائهم وسلوكياتهم سنجد الكثير من الظواهر قد اختفت عن مجتمعنا، أما إذا مكنا الشاب من قيادة السيارة بمفرده، وأعطينا الحرية للمرأة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، بأن تذهب أيضاً مع السائق إلى الأسواق وغيرها بمفردها، فعند ذلك لا ننتظر أن يكونوا ملائكة لا يقعون في الخطأ؛ فالشيطان حريص على نشر الرذيلة بين الناس، وقد تعهد بها منذ إخراج آدم عليه السلام من الجنة حتى قيام الساعة.



http://sabq.org/Tb1aCd