ليت الكارهون لشريعة الإسلام يقرؤون القرآن الكريم؛ ليعرفوا أن الله تعالى قدَّم للبشر شرعاً ومنهجاً للحياة كاملاً وشاملاً، تمثّل في حياة محمد - صلى الله عليه وسلم -. وليتنا - نحن المسلمين - نوصل للغرب والشرق قيم الإسلام وتعاليمه وآدابه؛ فالإسلام اليوم يتمدد ببطء في مساحات متعددة من دول العالم الغربي والشرقي.
اليوم لا يضر الإسلام التصريحات الغاضبة والتقيؤات الصديدية من جهات عدة، سواء في سريلانكا، أو من الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك عدد من أعضاء حقوق الإنسان والإعلام البريطاني وغيرهم، حول تنفيذ حُكم القضاء الشرعي في العاملة المنزلية القاتلة السريلانكية، التي قامت عن سابق إصرار وتصميم بقتل طفل رضيع، يبلغ من العمر أربعة أشهر، خنقاً حتى الموت! وذلك بعد قدومها للمملكة بأسبوع تقريباً، وهو الطفل الوحيد للعائلة التي كانت تعمل لديها في مدينة الدوادمي.
الرحمة بالقاتل والقسوة تجاه حق المقتول المظلوم هي حقوق الإنسان التي يضعها البشر اليوم، ترحم المجرم الحيّ، ولا ترحم الميت ولا أهله، وهذا غاية الظلم والجهل؛ لذا جعل الله تعالى القصاص حياة للآخرين.
تلك تقيؤات تقيّؤوا بها بما في نفوسهم تجاه الإسلام وشرعه الكامل الصالح لكل زمان ومكان؛ فلم يقصدوا تلك القضية بذاتها، وإنما النَّيْل من شرع الله الذي يقض مضاجعهم؛ لأن فيه العدل والإنصاف، ويحرمهم من الهوى، وظلم القوي للضعيف، ويعلمون أنه حق وعدل ومنهاج حياة.
الإسلام جاء ليقيم العدل بين أفراد قد يغتر أحدهم بقوته وسلطته؛ فيقوى عنده وازع ارتكاب الجريمة؛ فيحصل منه تعدٍّ على الآخرين في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم؛ فكانت عقوبته دنيوية وأخروية؛ فعقوبة الدنيا القصاص؛ لتمنع من تسوّل له نفسه اقتراف مثل هذه الجرائم.
وفي إقامة الحدود الشرعية حفظٌ للحياة ومصلحة للبشر جميعاً، وزجر للنفوس الشريرة المعتدية، وردع للقلوب القاسية الخالية من الرحمة والشفقة.
وإن في تنفيذ القصاص لزجراً عن العداوة، وحقناً للدماء، وشفاء لما في صدور أولياء المقتول، وتحقيقاً للعدل والأمن، وحفظاً للأمة من شر النفوس الباغية.
قال الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
هذا شرعنا يا "بان كي مون" ويا "رئيس سريلانكا" ويا هيئة حقوق الإنسان ويا إعلام بريطانيا.. فليس لنا خيار أو انحراف عن شرعنا، بل ندعوكم لتطبيق شرع الإسلام في الحقوق الإنسانية وتنظيم المجتمع بما يحقق العدالة والمساواة.
http://sabq.org/jc1aCd