في تصريح غريب لوزير التربية والتعليم تحدث بأنه لا يتابع "اليوتيوب"، ولا يعلم بأمر الملفات والخزانة التي بيعت في الحراج؟!
وتحدث قائلاً: "اتركوا السلبيات، ودعونا نرى الإيجابيات". ولكن يا سعادة الوزير، الحقيقة أن غبار السلبيات يحجب الرؤية عن سماء الإيجابيات؛ فالتعليم لدينا أصبح يقودنا نحو مستقبل مظلم وأقدار مؤجلة.
قضايا كثيرة خرجت على السطح تخص التعليم، وتخبطات كثيرة تحصل داخل وزارتكم، حقوق لكليات أُنشئت ثم أُغلقت، وتركتم معظم خريجيها يندبون الحظ على ضياع سنوات عمرهم خلف وعود ذهبت في الهواء، أعني بذلك "الكليات المتوسطة" التي هُمشت من قِبلكم، ولم ينالوا حقوقهم رغم الوعود التي كانت موجودة عندما أُنشئت هذه الكليات! يا سعادة الوزير، خريجو مثل هذه الكليات ينتظرون حلولاً من سعادتكم؛ فبماذا تحكمون؟!
وأيضًا، قضية أخرى لا تقل أهمية عمَّن سبقتها، وهي قضية البديلات المستثنيات بقرار إلحاقي مجحف من وزارتين بالاشتراك مع وزارتكم، كُتب عنها كثيرًا، ومع ذلك لم تُحل أي من القضيتين. فالسلبيتان هاتان كفيلتان بطمس جبال الإيجابيات التي تتغنون بها!
وأيضًا، بعيدًا عن القضايا المتعلقة بالحقوق، نأخذ جولة بسيطة على وضع المدارس في القرى النائية؛ فتجد الطلاب هناك يدرسون في عمارة كانت سكنية سابقًا، ثم حُوّلت لمدرسة؛ فتجد الصف الأول الابتدائي يُدرَّس في غرفة النوم، والصف الآخر ربما يدرَّس في المطبخ، ودورة المياه جُمِّلت، ولصغر حجمها جعلوا منها مستودعًا للكتب وأغراض المعلِّم!
والمعلِّم أيضًا لا يُراعى في مسألة توزيع المهام؛ فتجد المعلم الذي أمضى عمرًا طويلاً في التعليم يُساوى بالمعلم المستجد في مسألة الحصص، وأيضًا المعلم المجتهد يساوى بالمعلم الذي يمارس قانون "هيه خاربة".. كل هذه من سلبيات التعليم.
وأما الإيجابيات بصدق فلم أجدها؛ فالتعليم في السابق أفضل من الآن بكثير، والمعلمون في السابق لا يقارنون بالمعلمين الآن، وإن برز منهم قليل، ولكن الأغلبية لا يجيدون إيصال المعلومة للطالب، وأصبح الطالب في نهاية العام ينتظر ملخص المعلم الذي يحتوي على ثلاث ورقات يأتي منها الاختبار!
ومضة:-
التعليم يمر بمرحلة تُعتبر الأسوأ في تاريخ الدولة، والحلول بسيطة ومتوافرة: الرقابة على الجميع، وإعطاء كل ذي حق حقه.
وأخيرًا يا سعادة الوزير الحلول لا تأتي بهذا الشكل.
http://sabq.org/Je1aCd