هذه القصيدة هي رثاء في المغفور له بأذن الله عبدالرحمن بن سعد القداح الدغيلبي وشاعرنا بهذه القصيدة حينما يعزي فإنما يعزي نفسه أولاً كما يعزي أفراد الأسرة كافة وأفراد القبيلة أيضا ، ولعل العزاء لنا جميعاً في الفقيد رحمه الله ترك من خلفه رجال قد تتلمذوا على يده ونهلُ منه قيم الرجولة والنخوة والحرص على جمع الصف والكلمة وكما يقال " من خلف ما مات " . نسأل الله العلي القدير أن يرحم أبا رسام رحمة واسعة
وإليكم القصيدة كما هي :
يا طير يلي فوق رأس الجبـل رف
لا وأهنيـك مـا برجلـك مسابيـق
لا ضاق صدره فوق الأطلال شرف
وعدى على رؤوس الجال الشواهيق
ما شفت من هو من زمانـه تكلـف
ونه بعـد ونـه زفيـر وتشاهيـق
ماله جدا إلا فركـة الكـف بالكـف
من جور همٍ حرق الجوف تحريـق
يوم القمر مع صفرته فالشفق هـف
هم لجـا بيـن الضلـوع المغاليـق
امسيت انا وأصبحت والدمع ما كف
ورموش عيني فالمحاجـر مغاريـق
أربع مع أربع من على وجنتي صف
وزفرات صدر تزحم الحلق ويضيق
دمـعٍ كمـا ودان نــوٍ تعـاطـف
مزن على جرد الصحاري مدانيـق
غير الهموم اللي تلف الحشـا لـف
لفة سمايم نبـت عشـبٍ مواريـق
على الذي روحه على الموت يحذف
عضدي ذراعي حزة العسر والضيق
يمنى بدون ذراع ما تقضي الشـف
ولا حققت ما يرفع الرأس تحقيـق
رفيقي اللي لا قسـى الوقـت ياقـف
موثـقٍ قولـه بالافعـال توثـيـق
لا قمت طولي ثم تعزويت ما خـف
والا لحقني مـن زمانـي ملاحيـق
يوم المحاجر من مطرهـا تناسـف
اخذت أدفق عبـرة العيـن تدفيـق
على الذي في ماقفـه مـا تطـرف
يذوق العايـل مـن السـم تذويـق
ما يتقي لامن ريـق الشفـا جـف
وشان اللغاء بين الرجال المطاليـق
اللي يجيني كـان رد اللغـاء حـف
أمـا يجـي مهجـاد ولا مشاريـق
واللي فخـوذه فالمواقـف تراجـف
لا تحتزم باللاش كان الجميل سيـق
مرحوم يلـي فالوعـد مـا تخلـف
في ساعةٍ ينشف بها الدم والريـق
هذاك أبـو رسـام بالفعـل يعـرف
أثقل على العدوان من قمة طويـق
ياليت وقتي عن رفيق الوفاء عـف
وخلى جملنا اللي يشيـل المعاليـق
حسيت كن الكبد بالمـوس تنصـف
تحملني الأيام من غير مـا أطيـق
تفٍ على دنياي مـن بعدهـم تـف
بعد الزحول اللي تصون المواثيـق
أقنب قنيب اللي تعلى علـى طـف
ذيبٍ عوى في عالي الجال ومويـق
من غيبة الصفره الى الفجر يهرف
عليه ضرمات الضرايـا محاشيـق
من قـو جوعـه يجتلـد ويتلهـف
دون العشاء حـدوه ربـعٍ تفافيـق
جرحي عميق ولاجي كيف يكشـف
ودونه قفول محكمـآت الصناديـق
صواب قلبي من خطأ الوقت ينـزف
وأصبر ولو جروح جوفي مراهيـق
همـوم وقتـي فالضمايـر تخالـف
حطن لهن بيـن الحنايـا طواريـق
ولغير ربي مـا انحنـي واتلطـف
لو كان أغيب من خطأ الوقت وأفيق
عسى الخيال اللي بروقـه تكاشـف
وكن العقـود معلقـه فيـه تعليـق
علـى شمالـي الريـاض يتوقـف
يدفق ذريره فـوق مثـواه تدفيـق
يسقي ضريح وسط جوفه تكفكـف
عليه طبق مظلـم اللجـف تطبيـق
فوقه نبات الوسم يشطـي ويلتـف
مع النصايـب يشبكـن الزماليـق
الله بحالك يا أبـو رسـام يلطـف
ويرحمك من حدد عمـار المخاليـق
وعساك في جنات عـدنٍ تشـرف
مع الصحابه والنبـي دون تبريـق
في روضة الجنات تدخـل وتنـزف
مع صفوة الأمه وأبوبكـر صديـق
ويعوضنا فيك انت من يلحم الصف
طب الجـروح الذابـلات المعاميـق
وسلامتكم
الشاعر / عبيد اللاصوم 
المواضيع المتشابهه
مرثية
العرض العادي
