أجزم بأنه لا يخلو منزل أسرة سعودية من مصاب أو مصابة بداء السكري - شفاهم الله ووقانا منه - الذي بسببه تزداد عمليات بتر الأطراف - للأسف - في مستشفيات عديدة حكومية وخاصة. وهناك من يسعى إلى إيقاف مثل هذه العمليات، ولكن دون جدوى. الطبيب مجبر، والمريض مستسلم، والحكومة تصرف الملايين، وتدعم مثل هذه العمليات، رغبة من المسؤولين في الحفاظ على ما تبقى من صحة المريض.
وحسب الإحصائيات الرسمية فإن هناك ما يقارب 347 مليون مريض بالسكر في العالم، الغالبية العظمى من النوع الثاني، الذي يصيب الكبار، وقد تُوفِّي في عام 2004 أكثر من ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف شخص بسبب داء السكري، ومتوقع أن يتضاعف رقم المصابين بداء السكري إلى الضِّعف في حلول عام 2030، وهو السبب الرئيسي لأمراض خطيرة عديدة، أهمها الفشل الكلوي، وبتر الأعضاء، وأمراض العيون، وأمراض القلب، وأمراض أخرى - حمانا الله وحماكم.
وعلى مدى حلقات عدة عُرضت في برنامج الثامنة مع البروفيسور خالد الربيعان، الذي تكلم بلغة المتخصص والمهتم بهذا المرض، واقع إحصائيات وأرقام فلكية خطيرة؛ حيث تصرف الدولة ما يقارب 12 ملياراً سنوياً لهذا المرض والأمراض المرتبطة به؛ وهو ما يؤكد بدوره إمكانية السيطرة على هذا المرض والحد بشكل كبير جداً من تكاليف علاجه، ولكن ذلك يحتاج من أصحاب القرار الاستفادة من هؤلاء الكفاءات وما تنتجه عقولهم من أفكار.
هناك اتفاق طبي على ضرورة الوقاية أو التحكم بداء السكري؛ كونه من الأمراض المزمنة، ولا يعني ذلك الإهمال في حال اعتدال مستوى سكر الدم؛ لذا يلزم تغيير السلوك الغذائي باتباع النظام الغذائي المتوازن والمتوافق مع التوصيات الطبية لتغذية مرضى السكري، وهذا يتطلب جهداً من الممارس الصحي باستخدام أفضل الطرق لتغيير سلوك المريض، وتمتعه بنظام غذائي يُعتمد عليه في التحكم بهذا المرض. علماً بأن جميع الأدوية التي تُستخدم في ضبط مستوى السكر ليست إلا عاملاً مساعداً؛ فتبقى التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام وتخفيف الوزن ولو بمقدار معين، الذي يجعل معدل السكر ضمن الحدود المقبولة، هي الخطوط الفعالة في التحكم والوقاية من هذا المرض الخطير.
http://sabq.org/La1aCd