توعَّد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" محمد الشريف الموظفين الحكوميين، الذين تظهر عليهم علامات الثراء غير المنطقي، بالمساءلة الفورية والمحاسبة، وذلك خلال ندوة "حماية النزاهة ومكافحة الفساد" بنادي ضباط قوى الأمن.
تمنيت لو أن معاليه وضع لائحة تفسيرية للثراء "غير المنطقي"، بمعنى أي منطق يقصد! ومن أي طبقة اجتماعية يكون؟؟!!
كما يعني كلامه أن من ورث خيراً فعليه الزهد والتقشف أو الاستقالة دفعاً لشبهة الفساد!!
ومن اشترى أرضاً كبيرة من خير الله عليه ألا "يشبكها"! ويتركها كأنها ليست مملوكة!!
ويعني أيضاً أن لو أُهدي لك سيارة أو ملبوس فاخر أنه يجب عليك رده ولا تستخدمه، تحرزاً وورعاً وزهداً..
ويعني كذلك أن لو كنت "تطقطق" في التجارة خارج الدوام.. اكنز مكاسبك حتى يرثها ورثتك، أو تُغلَق "نزاهة"، أو تغيِّر نظامها.
لا أدري بأي فلسفة أتت "نزاهة" بذلك النظام! وبتلك اللغة من التهديد!!
كأنهم يقولون من يسرق أو يستخدم السلطة لمكاسب شخصية يخفيها حتى التقاعد أو يتركها لورثته!
أو يسجِّلها باسم آخر مثلاً؟
إذا تأملتم يا "نزاهة" في مظاهر أصحاب القرار! قبل النزول لمستهلكي القرار!! فماذا أنتم فاعلون معهم!
أتصور أن علامات الثراء غير المنطقي مؤشر لا يمكن الاعتماد عليه وقياسه ولو بالتحقيق.
وهناك وسائل عدة يكتشف بواسطتها الفساد، مثل:
1.جهاز المباحث الإدارية.
2.تتبع حركة الحساب البنكي للموظف الثري.
3.علاقات الثري التي تكون مع مقاولي المناقصات الحكومية.
4.تتبع سماسرة وسطاء المناقصات حول "حومانهم" على أصحاب القرار.
5.الشفاعات التي تتدخل في ترسية المشاريع.
6.مراقبة الهبات والهدايا التي تغدق على أصحاب القرار!
7.مراقبة الموظفين بعضهم لبعض، وتقبل بلاغات المواطنين في مظاهر الفساد بالجدية، وعدم الأخذ بحكم "مجتمعنا شكاي بكاي!!" هكذا وصف مجتمعنا نائب رئيس نزاهة! بل مجتمعنا "بكاي بكاي" من الفساد.
8.أخيراً: تستمر مراقبة الموظف حتى وفاته!! لأنه قد يظهر عليه مظاهر ثراء بعد تقاعده! فكيف كسب بعد التقاعد؟
أخيراً:
لا يخفى عليكم يا "نزاهة" أن في مجتمعنا مظهره جوفاء، ولتسألوا شركات التقسيط والبنوك، كم من السلع الفاخرة والمركبات تُباع بالتقسيط على المواطن الموظف البسيط!!
فالنظرة التحليلية في علم الاجتماع مؤثرة في اتخاذ أي قرار يهم المجتمع.
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً *** فأبشر بطول سلامة يا مربع
http://sabq.org/ja1aCd