نعيش هذه الأيام ذروة موسم الإنفلونزا الموسمية والذي يصادف شهري يناير وفبراير، والتي تتسلل لأبدان العديد منا صغاراً وكباراً. فدعونا نُشَرِّح هذا المرض من حيث أسبابه وأعراضه والتعامل معه وطرق الوقاية منه.
والإنفلونزا مرض تنفسي معدٍ يحدث نتيجة فيروسات الإنفلونزا القادرة على تعديل جيناتها وإصدار نسخة مطورة من حين لآخر!! وبالتالي لا يمكن تكوّن مناعة دائمة لها في الجسم. وتتراوح فترة الإصابة به بين أسبوع إلى أسبوعين تقريباً، كما تتفاوت الإصابة به من حالات بسيطة إلى خطرة، وقد تؤدي في بعض الحالات للوفاة إذا أُهمل علاجها.
ويصاحب الإصابة بها العديد من الأعراض من أبرزها ارتفاع مفاجئ للحرارة (38 فأعلى)، والصداع، والشعور بالتعب والإرهاق، وسيلان الأنف، كما قد يصاحبها الكحة، والتهاب الحلق، والقيء، والآم في المفاصل والعضلات، والإسهال وفقدان الشهية.
ولكن لا داعي للقلق كثيراً، فغالباً لا يحتاج المصاب بأعراضها لمراجعة الطبيب، وكل ما يحتاجه مجرد أخذ قسط كافٍ من الراحة، والإكثار من شرب السوائل، وتناول الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة عند الحاجة، وتدفئة الجسم جيداً. كما يقع الكثير منّا، عند إصابته بها، في خطأ جسيم يتمثل في استخدام المضادات الحيوية المخصصة لعلاج الالتهابات البكتيرية وليس الفيروسية.
ولكن مهلا!!، فهناك حالات محددة تتطلب سرعة الاستشارة الطبية منها الإصابة بصعوبة في التنفس وتَغَيّر لون الشفاه للون الداكن أو الأزرق، أو الشعور بآلام أو ضغط على الصدر أو البطن، أو الشعور بدوخة مفاجئة، أو استمرار التقيؤ، أو عند تحسن حالتك ثم انتكاستها مرة أخرى.
وفي المقابل، قد يجهل البعض أن هناك فئات محددة يجب عليها زيارة الطبيب عند إصابتها بأعراض الإنفلونزا كونها أكثر عرضة للمضاعفات، منها كبار السن، والحوامل، والمصابون بالأمراض المزمنة كالسكري والقلب وأمراض الرئة والكلى والأمراض العصبية، وكذلك المصابون بخلل في الجهاز المناعي للجسم.
أما في شأن الوقاية منها فالطريق واضحة وميسرة، حيث يُعد أخذ لقاح الإنفلونزا الطريق الأمثل لذلك بعون الله. ويمكن أن يُعطى لمن بلغ ستة أشهر فما فوق. وكمتخصصين في مجال تعزيز الصحة، فدائما ما ننصح الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا أو مضاعفاتها بضرورة أخذ اللقاح، والتي منها فئة الأطفال بما في ذلك الرضع، وكبار السن، والمصابون بالأمراض المزمنة، والحوامل، والعاملون في الحقل الطبي، والمعاقون.
وللتعرف على طرق الوقاية أيضاً، فلا بد من معرفة طرق انتقالها، فهي تَسْتَتِرُ في الرذاذ الصادر من المصاب في أثناء العطس أو الكحة أو التحدث، ثم تجد طريقها إلى الشخص الآخر من خلال دخولها فمه أو أنفه. كما يشير موقع الوقاية من الإنفلونزا (فلو) الأمريكي التابع للصحة الأمريكية أنها يمكن أن تنتقل عن طريق ملامسة الأسطح أو الأشياء الملوثة بالفيروس (كمقابض الأبواب، ولوحة مفاتيح الكمبيوتر، وأجهزة التحكم عن بعد، والهواتف) ثم لمس الفم أو الأنف أو العين. وهنا تظهر لنا أهمية الوقاية؛ وذلك بالحفاظ على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو المطهرات المخصصة لذلك بانتظام، وخصوصاً بعد العودة إلى المنزل وبعد الرجوع من السوق وخلال العمل، وكذلك الحد من ملامسة الفم والأنف والعين باليد، والعمل قدر المستطاع على عدم مخالطة المصابين بشكل مباشر.
كما أن استخدام المنديل وتغطية الفم والأنف عند الكحة أو العطس وعدم استخدام اليدين يساعد في الحد من تتطاير الجراثيم وانتقال العدوى. ويا أسفاه على من يحضر للمسجد من المصابين بالإنفلونزا لتجده يعطس بكل ما أوتي من قوة ونشاط دون تغطية فمه وأنفه ليوزع وبالمجان المرض على بقية القوم!!.
وإضافة إلى ما ذكر، وللحد من انتشار الفيروس، فعلى المصاب المكوث في المنزل وتجنب المخالطة المباشرة مع الآخرين وفق استطاعته.
كما لا ننسى القواعد الذهبية لتعزيز الصحة للوقاية من الأمراض وتحسين مناعة الجسم والتي تشمل تناول الأطعمة الصحية، والإكثار من شرب السوائل الصحية وعلى رأسها الماء، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وأخذ قسط كافٍ من النوم، والتحكم بالضغوط النفسية.
ودمنا جميعا بصحة ومعافاة..
http://sabq.org/dc1aCd