عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 04-03-2013, 01:06 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي ثورة الربيع أنبتت شوكاً!

في زيارة عمل سريعة لإحدى بلدان الربيع العربي وجدتُ أن أغلى مكتسبات ذلك المجتمع هو الأمن الذي انقلب خوفاً، ليس الأمن الحسي فقط بل الأخطر هو الأمن المعنوي في الأنفس، وأن الهدم ليس كالبناء، وأن النفوس تتفق وتجتمع وتتهيّج على الجانب الإصلاحي، لكنها لا تلبث أن تختلف وتتقاتل على وجهات نظر.

الأمن نعمة، إذا أنعم الله بها على قوم فعليهم أن يحافظوا عليها بشكرها بما يرضي الله تعالى.

كثيرٌ ممن يطالب بالإصلاح يجب أن يبدأ بنفسه أولاً، ثم دائرة مجتمعه، ثم تتوسع ليصل الصلاح لجميع المجتمع.

أما القفز للإصلاح فهو هوّة وفجوة سحيقة، لا يُعلم خطورتها إلا عند الوقوف على شفيرها أو السقوط فيها؛ فالمجتمع لا يمكن أن يصلح بفاصل زمني سريع، ولا بجهد بشري عابر، كما أن الفجوات التي تحصل بسبب السقوط لا يمكن أن تُسد بنهوض سريع؛ فهذه الفجوات ستمتلئ بمتربصين لذلك السقوط، وعندئذٍ يحصل الاقتتال.

صراع الكبار أول ضحاياه الصغار، الذين هم جنوده ووقوده في البدايات، وهم الذين يتجرّعون غُصصه وآلامه، والمصطلون بناره، ذلك ما رأيت وسمعت من ناس الشارع؛ حيث ذكر بعضهم أنه نزل للمطالبة بالتغيير، والآن يندم على نزوله لحال الانفلات التي وصلوا لها.

استشراف المستقبل للقضايا التي نعمل على إصلاحها ومعالجتها يكون بالنظر بقرائن ثابتة، ونظر في السنن الربانية للحياة، بسيناريو محتمل وممكن لمستقبل نصنعه باعتبار واتعاظ من مشاهد مصورة عند غيرنا.

العاطفة تجمِّع دهماء الناس، لكن العقل مميّز لخواصهم، فلا يُغرُّ بمطالب عامة البشر؛ ذلك أن العقل الجمعي للناس قد لا يتفق على ما يصلح مستقبلهم دائماً؛ لذا نجد أن قواعد الإسلام المرعية تنظر لما يصلح حياة البشر ولو لم يرونه مادياً وآنياً.

فإذا أردنا أن نصلح فساداً طاغياً فلنبدأ بأنفسنا؛ لأننا جزء من ذلك الفساد المعني بالتغيير للأفضل، بإصلاح نياتنا وعلاقاتنا مع الله، ومن أصلح سريرته أصلح الله ظاهره، ومن أحسن علاقته بربه أصلح الله علاقته بخلقه.. كما تكونوا يولَّى عليكم.

فمن ينظر للربيع ليتأمل الخريف أولاً.




http://sabq.org/bh1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس