عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 02-22-2013, 11:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي أنا هلالي وأحب النصر

أقرأ كثيراً عن الرياضة وقليل ما أمارسها لضيق الوقت أو بالأصح عدم حسن إدارتي له , كما أن العمر لم يعد يشفع لي إلا في رياضة المشي من حين لآخر، ولكنني متابع للأحداث الرياضية وبالأخص رياضة كرة القدم, حيث استولت هذه المجنونة على عقول الكبار والصغار, والرجال والنساء, حتى أصبحت همهم وحديثهم.

إنها لعبة غريبة يضطرب عندها المعقول, وتطير معها رزانة كثير من العقلاء, بل من غرابة لعبة كرة القدم أنك ترى الذي يحبها حد الجنون يسارع في ركلها لتذهب حيث هي ديار خصمه, وحين تعود له معشوقته يسارع في التخلص منها بإعادتها إلى مقر خصمه, متمنياً عدم عودتها إليه, ويذهب يحث الخطى يقبلها حين تستقر في أقصى مرمى منافسه, إنهم يسمونها المجنونة، فكم لوت أعناق الرجال, وأدارت رؤوس الرؤساء, وغيرت وجوه الوجهاء, وفرقت بين المرء وزوجه, والأخ وأخيه, والصاحب وصاحبه.

إنني أستذكر كلَ هذا بعد أن قرأت خلال الأيام الماضية الحديث الطويل عن مباراة الهلال والنصر, أو النصر والهلال, وما صاحب ذلك من تحليلات وتوقعات ودعوات وابتهالات, حتى أن بعض مفسري الرؤى والأحلام قد أدلوا فيه بدلوهم، وكذلك بعض الأطباء النفسيين وغيرهم.

ولفت نظري وجود رائحة مقيتة للتعصب تفوح بين فينةٍ وأخرى في كتابات بعض الإعلاميين، ولم أرَ من تحدث عن فوائد الرياضة, وأدبيات التنافس الشريف والأهداف السامية للرياضة على وجه العموم, بل كانت أغلب الآراء عن احتقار المنافس, وتأليب المشجعين, وإثارة التعصب الرياضي, وكأن الخسارة هي نهاية الكون، ستسقط السماء بعدها كسفاً على الأرض.

إننا ندرك سلفاً أن الرياضة هي مكسب وخسارة, ولو عرف الناس شخصية الفائز ابتداءً، لفقدت كرة القدم سحرها وإثارتها لكنها مدورة لا وجه لها. لذا يزداد العشق بها إلى حد الوله, فيتسمر الناس أمام جهاز التلفاز, وتتنفس الشوارع الصعداء بعد أن يخفَ عن صدرها ثقل السيارات المتكدسة طوال النهار وزلفاً من الليل, وتمنح تلك المباريات المهمة فرصةً ممتعةً لمن أراد التسوق في أجواءٍ هادئةٍ بما لا يتجاوز عمر المباراة, قبل أن تعود حليمة لعادتها القديمة.

أملي على الكتاب في الصفحات الرياضية والإعلاميين بالقنوات المرئية ومن يكتب يالمنتديات وكافة وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون دورهم إيجابياً في زرع الخلق الرياضي الرصين, والاستفادة من هذه المناسبات الجماهيرية في إرسال الرسائل الإيجابية للشباب, ومحاربة التعصب, والبعد عن تأليب الجماهير, وإفساد متعة كرة القدم بتصوير الفريق المنافس على أنه خصم يجب معاداته والحذر منه, فذلك كله ضد الهدف السامي للرياضة, الذي يُنمي روح المنافسة الشريفة واحترام المنافس الآخر, وعدم إيذائه جسدياً أو معنوياً, وإدخال السرور على جمهور الحاضرين بالملعب, أو المشاهدين على شاشات التلفاز, فكلا الفريقين يفعلان ذلك حينما يكون التنافس على أشده، هما في سعيٍ حثيثٍ حيث الفوز.

لذا... فإنني هلالي في هذه المباراة, أحب فريق النصر المشارك فيها, وأرى أن كليهما فائز حين يكونا سبباً في وصول المتعة والفرح والتسلية إلى الملايين من المتابعين للمباراة داخل المملكة وخارجها, وهما يقدمان للوطن الغالي رسالة بأن المملكة لا زالت الرياضة فيها بخير, وأن خلقنا الإسلامي يتجلَى في حالة الفوز أو الخسارة, بالاعتدال والإنصاف وضبط المشاعر واحترام الآخرين, فهم شركاء في الفوز أياً كانت وجهته, وإن هذين الفريقين العملاقين يستحقان منا غاية التقدير والاحترام، لما قدماه للمنتخب السعودي من نجوم رفعوا علم المملكة عالياً خفاقاً في عددٍ من المحافل الإقليمية والدولية, عدا إنجازاتهما على صعيد الأندية.

ما ذكرناه أهم أهداف المباراة، بل هو أهم من إيداع الكرة داخل شباك الفريق المنافس، متمنياً للفريقين الفوز هذه الليلة, وهما يستطيعان ذلك.



http://sabq.org/Pe1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس