هكذا الحياة لا تدوم، وتقلبها من حال إلى حال صفة الوجود؛ فالقرارات الاستراتيجية تحتمل نسب الانحرافات المتوقعة، والتخطيط بعيد المدى يعرضه لكثير من العوامل المؤثرة في الوصول إلى الهدف المنشود.

فالمخططون ومتخذو القرار يضعون في الاعتبار عوامل التعرية لخططهم الاستراتيجية؛ فهم يعرفون أنهم لن يصلوا إلى أهدافهم بدقة، ويتعاملون مع العقبات والصخور التي تعترضهم بهدوء ورقة؛ فهم يتجاوزونها، ولا يقفون مكتوفي الأيدي أمامها؛ فأهدافهم الواضحة وقناعاتهم بأنهم في اتجاه الهدف المرسوم محفز رئيسي للاستمرار ثم الوصول.

وأبرز العقبات التي تجبرك على تأملها "الناس"؛ فهم يحبطونك أو "يكسرون مجاديفك" أو يمنعون عنك نفعاً أو يضرونك عمداً، لكن الناجحين يجسِّدون واقع الإيمان بأنهم قادرون من دونهم، وأن ما كُتب لهم سيكون، وهو منهج النبوة؛ فمن تتبع سير الخارقين يعرف أن "الناس" عقبتهم، وأن "الناس" فزعتهم والداعمون لهم.

حتى نبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خاطب أبي العباس عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - وكان خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال له: "يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي.

همسة واقع..
اصنع البدائل في حياتك، ولا تتعثر في مسيرك لأجلهم، بل جاهد بهم، وإن لم يدعموك تجاهلهم وابحث عن غيرهم، فإن لم تبادر بالبدائل لن يسمح لك الآخرون بمواصلة المسير من دونهم، حتى القيادات المؤسسية يوماً سيرحلون، وتتغير القوانين والأنظمة التي فسروها تحت تأثير "جنون العظمة" عندما يغادرون.



http://sabq.org/Fb1aCd