من الطبيعي جداً بعد وصول العمالة النظامية وغير النظامية لدينا إلى أكثر من ستة ملايين في آخر تعداد في هذا الشأن أن تكون هناك حالات مَرَضية طارئة وأمراض متنوعة ما بين بسيطة ومستعصية؛ يتوجب معها البحث عن العلاج في المستشفيات المتخصصة والعامة..!!

وكذلك نتيجة لعدم وجود تأمين طبي واضح وشامل يغطي علاج جميع هؤلاء الأجانب وأفراد أسرهم فإن الحاجة أصبحت ماسة وضرورية للغاية لوجود على الأقل ثلاثة مستشفيات خاصة بهم في "الرياض وجدة والخبر"، تحت مظلة ومتابعة وزارة الصحة إشرافاً وإدارة، وأن تتحمل في المقابل (شركات التأمين) جزءاً من مسؤولياتها من التمويل المادي وتوفير العلاج والأسرّة الكافية.. ويتم من خلالها استقبال ومعالجة المرضى من الأجانب للحالات القصوى كالحرائق والحوادث المرورية وما ينتج منها من كسور وإعاقات نصفية ورباعية، وكذا فيما يتعلق بزراعة الأعضاء وإجراء عمليات الكلى والنوبات القلبية وغيرها من الأمراض المستعصية التي تتطلب عناية فائقة وتكاليف باهظة الثمن، لا يستطيع المغترب توفيرها..!!

فلو نظرنا بتجرد تام وتمعن لحالة هؤلاء المغتربين سنجدهم غير قادرين على تحمل نفقات العلاج في الغالب نتيجة عدم توافر ميزانية كافية لكل فرد منهم في حال احتاج أحدهم للعلاج والتنويم في المستشفيات أشهراً عدة، خاصة أن شركات التأمين الصحي لا تغطي تكاليف علاج أفراد أسرهم وأبنائهم بالكامل، وكذلك لعدم وضوح اشتراطات هذه الشركات، ولعدم قيامها بالدور المطلوب منها على أكمل وجه..!!

وبما أن الطلب مستمر على استقدام العمالة، ويتزايد من عام لآخر، فمن المفترض النظر لهذه الناحية، وذلك بتقديم حلول ناجعة وناجحة في كيفية علاجهم، وإيجاد مستشفيات غير ربحية خاصة بهم، تقوم المؤسسات الطبية - خاصة شركات التأمين – بتوفيرها؛ وبالتالي فعملية استيعابهم من الناحية العلاجية والطبية والرعاية الصحية تحتاج ـ مبدئياً ـ إلى ثلاثة مستشفيات متخصصة في علاج الأمراض المستعصية تحديداً. أما ما دون ذلك فالحلول أمام المغترب متوافرة، والخيارات مفتوحة؛ إذ يمكن الحصول على العلاج المناسب عن طريق الصيدليات والعيادات الصغيرة المنتشرة بشكل لافت ومهيب..!!




http://sabq.org/Xh1aCd