من وقت لآخر تطالعنا العديد من الصحف "الورقية والإلكترونية"، وغيرها من وسائل الاتصال المختلفة ومواقع التواصل، بنشر الأخبار عن توزيع أراضٍ "للأرامل والمطلقات والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة"، وهو أمر رائع ومفرح جداً؛ حيث يحمل في ثناياه عناوين جليلة، تعزز من القيم السامية للتعامل الإنساني من كل النواحي، كما أنه - من جانب آخر - دلالة واضحة على المرونة لإمكانية إنشاء واعتماد المخططات في وقت قياسي؛ وبالتالي توزيع الأراضي بعيداً عن انتظار السنين الطوال على أمل الحصول على منحة أرض..!!

غير أن ما لم أجد له تفسيراً مقنعاً هو: لماذا لا يتم منح "السليم" أراضي بهذه السرعة، مثلهم مثل ذوي الاحتياجات والأيتام؛ طالما البلديات قادرة على توفير مساحات فضاء، يمكن تخطيطها وإدخال الخدمات فيها في وقت قصير، وطالما أن البلديات بإمكانها أن تعمل بديناميكية أسرع كما يحدث مع أولويات التوزيع المتعلقة بالأرامل والمطلقات والأيتام وذوى الاحتياجات..؟!!

فمن المهم هنا أن يراعَى الجميع في أي عملية توزيع الأراضي، وذلك بوضع آلية واضحة من قِبل البلديات لتقسيم المخططات الجديدة، وتوزيعها على المواطنين؛ فمثلما اليتيم يستحق كذلك غير اليتيم، ممن ليس لديه أرض، يستحق هو الآخر أن يتم منحه أرضاً.. ومثلما تختصر البلديات الكثير من العراقيل البيروقراطية والوقت؛ لتقلص عامل الانتظار أمام هذه الفئة للحصول على أراضٍ عليها أن تستمر على هذا السياق الكلاسيكي وهذا النهج ذي النمطية السهلة والمختصرة، وأن تفعل ذلك لكل طالب أرض؛ فعجلة الحياة تمر بسرعة؛ ولا بد من مواكبة هذه العجلة ..!!

إن البدء في إنشاء مخططات جديدة واعتمادها بشكل عاجل سيُحدَّان من ارتفاع الأسعار تدريجياً مع مرور الوقت؛ ما يجعل امتلاك الأرض عن طريق الشراء في متناول الجميع؛ لأن الطلب في هذه الحالة سيقل أمام العرض، وكل هذا من ثمار سرعة التوزيع والعمل الجاد على تذليل الصعاب والعراقيل كافة التي تحول دون اعتماد المخططات الجديدة وعملية توزيعها على المواطنين..!!



http://sabq.org/dh1aCd