نعم، نتيجة واحدة غيَّرت معالم خريطة منظومة التعليم العام في أمريكا، ونحن آلاف النتائج لم تحرك ساكناً.


فقبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً حصلت أمريكا على المركز التاسع في مسابقة عالمية في الرياضيات، التي شاركت فيها عدد من الدول الشرق آسيوية، وحصلت على شيء من المراكز الأولى؛ ما جعل القوة العظمى على المستوى السياسي والاقتصادي والتعليمي تعلن حالة الطوارئ؛ حيث أمر وزير التربية وليس رئيس الدولة - هنا شعور بالمسؤولية - بتشكيل لجنة مكونة من ثمانية عشر عضواً "ليس مئات كما في مشروع تطوير"؛ بهدف تحقيق مستوى رفيع وعالي المستوى لتعليم يحقق للأمة مكانتها، ويعزز من قوتها.. وضمت اللجنة شخصيات منوَّعة إعلامية وقيادية وتربوية "وليس شخصيات بشوت"، وقامت بقراءة واقع التعليم، ثم تلقِّي تقارير التربويين أنفسهم من أرض الميدان، وأقامت منبراً للحوار مع الطلاب وأولياء الأمور والمختصين والمهتمين، ووضعت في عين الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية "وليس ارتجال أو فزعة كما عندنا"، واستغرق الأمر ثمانية عشر شهراً "ليس خمس سنوات وأكثر يا مشروع تطوير"، وها هي أمريكا تفرض نفسها بالحكمة؛ فطلابنا هناك أكثر من خمسين ألفاً، وها هي مناهجنا هنا أخذنا خطوطنا العريضة منها.


لقد حقق هذا الإعلان لأمريكا مكانة عالمية، ونحن لم نتجاوز نتيجة أو أخرى في العام كله!
حققت أمريكا لطلابها اكتساب المهارات اللازمة، وبعض طلابنا لا يزال لا يعرف معنى التخصص!
لست مبهوراً بأمريكا وما حققته، لكني مبهور بأن نتيجة تربك كيان دولة عظمى، لا ترضى القليل، وهي لا تتميز علينا بعقول أفضل من عقولنا، ولا نعاني نقص مال يمنعنا من الوصول لما وصلوا إليه، لكن نعاني عدم وجود إدارة ناجحة.


نعم، مخرجات التعليم لم تصل حتى للحد الأدنى المنشود، بما يجعل منا من يفتخر به، أو يحقق لنا رغبة قائد المسيرة الملك المعطاء عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي قدم لنا مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير".


ورغم ذلك نتفاءل بمستقبل مبشر بجهود المعلمين المخلصين والتربويين المتميزين، الذين هم بحاجة للدعم والاحتضان.




http://sabq.org/Lg1aCd