الماء من أعظم النعم التي أنعم الله بها على خلقه منذ أن خلق الله سبحانه الخلق؛ ويكفي قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) "30 الأنبياء" لبيان أهمية الماء بالنسبة للكون.

وفي هذا الوقت ظهرت أهمية جديدة للماء، لم تكن في الحسبان؛ فقد أصبح الماء كاشفاً للفساد وأهله، وعمل ما لم تعمله هيئة مكافحة الفساد التي رُصد لها الملايين لتكتشف الفساد، وتطهر البلد من المفسدين، ولكنها - وللأسف إلى الآن ـ لم يظهر دورها واضحاً جلياً في اكتشاف الفساد، ومحاربة المفسدين..!!

أما الماء "الأمطار بالذات" فقد فضحت كل غش الغشاشين، وفساد المفسدين، وسرقة السارقين الذين عاثوا في الأرض فساداً، ودمروا البلاد، وأكلوا مال العباد؛ فسيول جدة وأمطار تبوك، ومن بعدها سيول الرياض، واليوم أمطار خميس مشيط، كشفت مدى الغش الذي يعمله منفذو المشاريع المليارية، ومدى الباطل والزيف والخداع الذي يمارسونه، ومدى الجرائم التي يرتكبونها بحق البلد وأهله.

فقد رصدت ميزانيات بالمليارات، ورست مناقصات "مليارية" على شركات لم تُنفّذ مشاريع بِعُشر هذه المبالغ الخيالية، وكان كل ما قامت به عبارة عن ذر رماد السرقات في عيون مكافحات الفساد، وغش المواطن المسكين وخداعه بتنفيذ مشاريع لا يمكن تسميتها إلا بالشكلية إن لم تكن وهمية..!!!

والنتيجة: خراب.. دمار.. تراب.. انهيار..
فساد.. سرقة.. ظلم للعباد.. غرق.. إلخ.
كل هذا وهيئة مكافحة الفساد في غفلة.. بل تغط في نوم عميق..!!!
والسؤال هنا: ما موقف هذه الهيئة بعد تكشُّف كل هذا الفساد؟!!
ولانقول أين هذه الهيئة؟ لأننا نعلم أن "فاقد الشيء لا يعطيه"..!!
ولكن نقول بأن هناك رباً اسمه "العليم".. "الخبير".. الذي يقول: (وَإِنْ تَجْهَر بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَم السِّرّ وَأَخْفَى) طه / ?.
ونردد قوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" "31 المدثر".



http://sabq.org/Fg1aCd