عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 03-08-2013, 11:21 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي تفاءلوا بالخير تجدوه!

في ظل اتساع دائرة همومنا ومشاكلنا، وتزايد الأصوات الغاضبة والمحتجة، تتضاعف حاجتنا لسماع أصوات هادئة، تفتح نوافذ الأمل؛ لتنقي نسماته العليلة أجواءنا من الإحباط والتشاؤم وكل ما يحول دون تسلل الابتسامة إلى وجوهنا!

أكاد أجزم بأن الكثيرين قد ضاقوا ذرعاً بالكم الهائل من المواد الإعلامية المحبِطة، التي تضخها وسائل الإعلام يومياً، وأضحوا يفتشون بين الأوراق والروابط الإلكترونية عن أخبار مفرحة تثلج الصدر، وتبعث شيئاً من الأمل في النفوس، كمن يركض خارج الزحام ليظفر بذرات من الأوكسجين النقي تتمدد بها رئتاه؛ لأن الأمل من الحاجات الأساسية التي تدفعنا عقولنا وأجسادنا لا إرادياً إلى إشباعها.

من المهم معرفة أن المشاكل بعمومها لم تغب يوماً؛ فهي موجودة في كل زمان ومكان، والذي اختلف وجعلنا نرى أنها كثرت على نحو لا يُحتمل هو الإعلام نفسه! فاليوم، وفي ظل الثورة التقنية الهائلة، لم تعد أي بقعة من العالم مهما بعدت بمعزل عن أضواء الإعلام، بل إن الإنسان البسيط أصبح يمارس الإعلام أو إحدى وظائفه الأساسية في مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تمثل أهم قناة من قنوات الإعلام رغم عدم تقيدها بالمبادئ والضوابط المهنية.

لا أدعو إلى هجر تلك الأخبار والمواد الإعلامية، ولا إلى عدم نشرها، بل أدعو إلى هجر الإحباط والتشاؤم مهما كان الدافع إليهما، وإلى إعمال التفاؤل الذي دعا إليه شرعنا الحنيف، وأن نكون بحق موضع تعجب الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قوله "عجباً لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم.

نحن في حاجة إلى تحويل كل "ساء من رأى" في حياتنا إلى "سرّ من رأى" وإلى تقديم (الميم) على (اللام) أينما ترد كلمة "ألم" لتصبح "أمل"؛ من أجل أن تصح نفوسنا وأجسادنا، ونكون مهيئين لمواجهة مشاكلنا وحلها. وكما هي كثيرة أسباب التشاؤم كثيرة هي أسباب التفاؤل؛ فمطالبنا العامة ستتحقق يوماً – بإذن الله – طالما أنه ليس هناك انسداد في الأفق، ومطالبنا الخاصة لن نستطيع تحقيقها إلا إذا تحررنا من قيود الإحباط، وانطلقنا نحوها بإيمان صادق وإرادة قوية.

بقيت رسالة أخيرة لكل من يضطلع بدور النقد: شخِّص المشكلة واستقصها، ولكن لا تنسى أن تكتب الوصفة؛ فهي وإن لم تنفذ كفيلة برسم ابتسامة أمل على وجه إنسان ما؛ لأن عرض المشكلة بلا حلول مشكلة أخرى!



http://sabq.org/5f1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس