في الحقيقة، إن تحقيق بطولة كأس الخليج لم يعد طموح محبي الأخضر، أو غاية القائمين عليه من المسؤولين والجهازَيْن الفني والإداري. لكن طالما شارك منتخبنا في هذه البطولة فعلى لاعبيه "استشعار" الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والجماهير الوفية، بأن يحققوا نتائج مقنعة تؤهلهم لنيل اللقب، الذي لا يزال - من حيث الأمل - في متناول اليد رغماً عن تلك الخسارة المباغتة من المنتخب العراقي بهدفين نظيفين، أحدهما من أسامة هوساوي..!!

لذا فتغيير نمطية التفكير لدى اللاعبين السعوديين المشاركين في كأس الخليج الحالية المقامة في المنامة أهم من تحقيق البطولة ذاتها، وخصوصاً أنه يظهر لدى المتابع الرياضي الفطن وقوع هؤلاء اللاعبين تحت طائلة الضغوط النفسية والبدنية مما ينتظرهم من نقد الإعلام والجماهير في حالة الإخفاف، وهو ما ظهر واضحاً أثناء تبادل تسليم "إشارة القيادة" بين اللاعبين بعد خروج ياسر القحطاني؛ ما يدل على وجود أزمة فكر حقيقي "تعشعش" داخل عقليات بعض اللاعبين المنتمين للأندية الكبرى..!!

أمر آخر يتوجب الانتباه له؛ لكي يكون لدينا منتخب كلاسيكي، يُعتمد عليه في البطولات الإقليمية والمشاركات القارية، وهو عامل المصارحة بين اللاعبين المختارين والأجهزة الفنية والإدارية قبل انضمامهم لمعسكرات المنتخب، على طريقة "هل لديك هذه الفترة القدرة على التفرغ للعب للمنتخب، أم أنك ترى ــ لسبب أو لآخر ــ غير قادر نفسياً وأسرياً وفكرياً على خوض التجربة حالياً؟"..!!

ولعل في مطالبة نايف هزازي بالمشاركة في بطولة الخليج الحالية تأكيداً لاحتياجنا لمثل هذه المبادرات والمصارحات؛ ولاسيما أن المهاجمين المشاركين حالياً ليسوا بأفضل منه من جميع النواحي؛ حيث بدا واضحاً احتياج المنتخب لضارب رأس؛ لكثرة الكرات العرضية وضربات "الكورنر" التي لم نستفد منها بوجود السهلاوي وياسر والشمراني..!!

ما أود الوصول إليه: علينا أن نختار اللاعب الجاهز، الذي لديه القدرة على تحمُّل مسؤولية طلبه المشاركة؛ فكثير من اللاعبين الموجودين في البحرين أصابهم الملل من كثرة مشاركات أنديتهم، ويحتاجون إلى قِسْط من الراحة لمشاركة أُسرهم في متابعة أمورهم في الحياة، ومن بينها هذه البطولة عبر الشاشات الصغيرة..!!



http://sabq.org/Lb1aCd